Noura khalid Admin
المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 08/03/2011 العمر : 31 الموقع : https://6eef-16.yoo7.com
| موضوع: مطلوب ضمير للبيع الخميس مارس 17, 2011 11:07 am | |
| (( صوت الضمير)) ستتواجد هذه السلسلة معكم بأذن الله أسبوعياُ كل يوم جمعه ولمدة ثلاثة أشهر,, وسأقوم فيها بالتطرق للفساد في التربية والفساد في قطاعات العمل الخاصة والعامة ,, والفساد التجاري ,, وغيره ,, وأتمنى أن أوفق بهذه السلسلة ,, وأن تنال وتحوز على رضاكم واستحسانكم .. (( تحملوني عااد ))
(( تعريف الضمير)) هو صوت خفي ينبع من الداخل ليصحح لنا أخطائنا المتعمدة وغير المتعمدة قبل فوات الأوان .
(( سبب التطرق لهذا الموضوع تحديداُ )) الذي دعاني لأن أختار هذا موضوع الضمير تحديداُ للحديث عنه طوال الأسابيع المقبلة ,, هو اعتقادي بأن الضمير هو الأصل في نجاح أو فشل أي شيء نقدم عليه في حياتنا .
أذا حدث نقص في التربية أو التعليم بينما كان الضمير حي وفعال عندها سيكمل الضمير ذلك النقص الحاصل ,, وأما أذا حدث العكس بموت الضمير وكمال التعليم والتربية فأن ذلك الكمال لن يحيي الضمير .
(( ولادة ضمير)) بعد عودتي من المدرسة عندما كنت أدرس في الصف الرابع ,, وبعد دخولي للمنزل ,, وجدت أمامي على طاولة المطبخ مبلغ لا يتجاوز خمسين ريال ,, التفت يميناًُ وشمالاُ وأخذت المبلغ ووضعته في مخبئة ثوبي ,, وذهبت بعد ذلك لغرفتي لأقوم بإخفاء ذلك المبلغ حتى لا يعلم صاحبه بأنه أضحى لدي . كان ذلك المبلغ لوالدتي ,, والتي بحثت عنه بعد عودتها للمطبخ قادمة من غرفة غسيل الملابس ,, ولم تجد المبلغ والذي كانت تريد أن تعطيه للعامل الذي يقوم بتوصيل الحاجيات من السوبر ماركت لمنازل الحي . سألتني والدتي عن المبلغ ,, وأنكرت رؤيتي للمال على الفور ,, وسط علامات ارتباك اجتاحت محياي ,, لأنني لم أعتد على الكذب في تلك السن الصغيرة . ما هي إلا دقائق حتى رأيت دموع والدتي تتساقط أثناء تقطيعها للبصل وأعدادها لوجبة الغداء ,, سألتها عن سبب بكائها وهل هي تبكي على المال المفقود . فقامت والدتي بالتمثيل علي با أنها مستاءه لأن ذلك المبلغ هو هديه من خالتي لي لأنني متفوق دراسياُ ,, والآن هي لا تستطيع أن تقوم بإعطائي الأمانة التي وصلتها من خالتي . ثم أخبرتني بأنها لم تشك في أطلاقاُ لثقتها بأنها قامت بتربية أبنها أحسن تربيه ممكنه ,, وبأن أبنها لا يمكن أن يكون كاذباُ أو حتى سارقاُ ,, ثم قامت بتذكيري بعقوبة السارق في الدنيا والآخرة ,, وأخبرتني بأن الكذب قد يبعث بصاحبه إلى النار . ارتجفت خيفة بعد سماعي لكلام والدتي ,, وتندمت على فعلتي أشد الندم ,, خصوصاُ بعد تصديقي بأن ذلك المال الذي سرقته سيكون من نصيبي . في غرفتي لم أنام تلك الظهيرة ,, كنت مستلقي على السرير وأحاسب نفسي ,, قمت بتذكر كل ما فعلته من سرقة لأقلام أصدقائي في المدرسة أو أي شيء أجده ملقي على الأرض . في نفس الوقت الذي كنت أستمع فيه إلى ذلك الصوت المنبعث من داخلي ,, والذي كان يؤنبني على فعلتي تلك ,, كنت أسمع صوتاُ آخر يطلب مني تجاهل الصوت الأول ,, وتجاهل ما حدث معي في المدرسة والمنزل ,, ويخبرني بأن ما فعلته لا يستحق كل هذا التفكير والندم . ذهبت العصر للعب الكرة مع أصدقائي أبناء الحي ,, وما زال ذلك الصوت يذكرني بصورة أمي وهي تبكي في المطبخ . في المساء لم أستطع النوم بسبب ذلك الصوت المزعج ,, والذي أصبح يلح علي بالاعتراف لوالدتي بما اقترفته من خطاء في ظهيرة اليوم . وفعلاُ كان لذلك الصوت الخفي ما أراد وذهبت إلى والدتي والدموع على خداي ورأسي منحني وقبلتها على رأسها وأخبرتها بالذي فعلته . لم تنهرني والدتي على قيامي بالسرقه ,, وإنما نهرتني على كذبي عليها طوال ساعات اليوم ,, نهرتني بأسلوب تربوي لا مثيل له . أخبرتني بأنها على نفس قدر امتعاضها وغضبها على فعلتي ,, فهي سعيدة لأن ضميري حي وليس ميت ,, وعند سؤالي لها عن معنى الضمير ,, أخبرتني بأن الضمير هو الذي جعلني أقدم إليها معترفاُ بالذي اقترفته في ذلك اليوم .
الحمدلله منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا أفتخر بأنني لم أكذب على والدتي بأي أمر كان ,, حتى لو كان ذلك الأمر لن يروق لها أو سوف يغضبها . الحمدلله منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا وأنا أفتخر بأنني اختلفت مع أصدقاء وأشخاص آخرين وكنت أرى الحق يقف معي باختلافي معهم ,, ولكن بعد محاسبتي لنفسي قبيل موعد نومي اليومي تأكدت أنني كنت المخطئ في ما حدث لي معهم ,, وذهبت للاعتذار منهم في أقرب لقاء أو مناسبه تجمعني بهم .
(( الضمير والحقيبه )) أتذكر بأنني في أحد الأيام وجدت حقيبة بالقرب من باب منزلنا وبداخلها مبلغ يتجاوز عشرة آلاف ريال ,, أخذت الحقيبة وعلمت من خلال تفحصي فيها بأنها تعود لشخص يعمل مندوب مبيعات لأحدى الشركات وكانت الحقيبة وقعت منه بالقرب من منزلنا وذلك بعد وضعه للحقيبه على سقف سيارته أثناء فتحه لباب السياره ,, وعند صعوده للسياره نسي الحقيبه على سقف السياره ,, وعندما تحركت السيارة سقطت الحقيبه . حينها كنت أحتاج مصروف شخصي ,, وكنت أحتاج مبلغ لإصلاح بعض الأعطال في سيارتي المريضة ,, وأحتاج إلى مبلغ لتحسين بعض الأمور لدي . حاولت أن أغيب صوت الضمير في داخلي وأن أستفيد من ذلك المبلغ ولكني لم أستطع ,, وذلك لأنني خفت أن أقوم بإصلاح سيارتي من ذلك المبلغ ويكون ما فعلته سبب في تعرضي أو تعرض والدي لحادث مريع على تلك السيارة . وقست باقي الأمور على نفس ذلك المنوال . لم أستطع تغييب صوت الضمير ,, وقمت بالاتصال على صاحب الحقيبة والذي كاد أن يجن وقتها ,, لأنه مقيم أجنبي وراتبه لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال . أفتخر بما قمت به ,, وأتمنى أنكم فعلتم ما تفخرون به مثلي في حياتكم ,, ويعود الفضل بعد الله لضمائركم الحية .
(( الضمير سبب في الأخلاص والتفاني والنجاح )) ما يقوم بفعله موظف التصاميم في الشركة التي كنت اعمل فيها سابقاُ أثار فضولي واستغرابي ,, لأنني كنت أشاهده يجول أقسام الشركة في أوقات فراغه بحثاُ عن عمل يقوم به . في أحد الأيام استوقفته وسألته لماذا يقوم بالبحث عن عمل في أوقات فراغه ,, لماذا لا يقضي وقت فراغه بالتواجد في موقع الفيس بوك أو تويتر أو حتى التواجد في شبكة الإقلاع مثلما نفعل أنا وبقية الزملاء في العمل في أوقات فراغنا . فأخبرني بأن ضمن تعاليم ديانتهم البوذية الإخلاص والتفاني في العمل ,, والعمل بضمير وإتقان العمل , وأضاف بأنه لن يكون سعيد طالما هو يعبث ويلهو أثناء وقت العمل الرسمي حتى وأن كان أنهى جميع اعماله . فأخبرته بأننا نملك نفس تلك التعاليم في ديننا ,, وأخبرته أن تلك التعاليم مذكورة في مرجع المسلمين الأول ألا وهو القرآن الكريم . بانت الدهشة على محياه ,, وأخبرني بأنه غير مصدق لما أخبرته إياه . فقمت بسؤاله عند سبب عدم تصديقه للكلام الذي قلته له : فقال لي (( لأنكم لا تعملون بضمير ,, ولم أشاهد مواطن سعودي يعمل بإخلاص وتفاني ))
بيني وبينكم أحرجني كلامه ولم أستطع الرد عليه وغادرت المكان الذي كنا نتواجد فيه فوراُ .
هذا هو السبب في جعلنا متأخرين في كل شيء في بلدنا عن الآخرين في الدول المتقدمة أمثال كوريا واليابان والصين الذين يعنتق أغلب سكانها ديانة البوذية .ضمائرهم تملي عليهم ما يجب أن يفعلوه ,, بينما نحن هنا نملي على ضمائرنا ما يجب أن نفعل .
(( إلى الآباء والأمهات )) (( الله يرحم والديكم حاولوا إحياء وتفعيل الضمائر داخل أبنائكم ,, لأن بصلاح ضمائر أبنائكم سيعم الإصلاح والنجاح على مستقبل هذا البلد ))
(( كذاااابين )) الآن وبعد عديد من المواقف التي مرت علي في حياتي أنا مندهش لعدم وجود ضمير لدى العديد من الأشخاص الذين يمارسون الكذب والخداع في كل مكان . قرأت خبر عن عدد الأسر التي حاولت تزوير وفاة أبنائها في جده حتى يستفيدوا من مبلغ المليون ريال التي قررت الحكومه صرفه لعائلات ضحايا سيول جده العام الماضي . ضحكت ضحكة سخريه عند رؤيتي لذلك العدد الكبير من الأشخاص الذين ليس لديهم ضمائر تخبرهم بأن ما يقومون به غير صحيح ,, لأن ذلك المال والتعويض الذين يبحثون عنه ليس من حقوقهم . أليسوا هم بمسلمين ويعرفون عاقبة الاحتيال والكذب في الآخرة ؟؟ ألا يعلمون أن ذلك المال حرام عليهم شرعاُ ؟؟ كيف يريدون صرف ذلك المال على أهاليهم وهم يعلمون في دواخلهم بأنهم يصرفون المال الحرام على فلذات أكبادهم ؟؟
يا ليت الضمائر تباع وتشترى لكي نطلب من الحكومة صرف ضمير لكل شخص من أولئك الكاذبين والمحتالين . | |
|