كان لشاب ابنة عم وقد وعده أبوها بتزويجها له عندما تكبر لأن الشاب متربي عند عمه حيث والده متوفي وهو صغير فتولاه عمه .
وعندما كبر الشاب وصار في حسبة الرجال طلب من عمه أن يسافر ليبحث عن رزقه فأذن له عمه بالسفر على أن يعود ليتزوج ابنة عمه كما
وعده أبوها بذلك .
سافر إلى إحدى دول الخليج وعمل في مهنة الغوص وبرع في مهنته واتفق مع أحد النواخذة من البحارة في العمل معه على أن يكون ما
يحصلون عليه من مرجان ولؤلؤ مناصفة واستمر على هذه المهنة .
وفي أحد الأيام خرج لصلاة المغرب فإذا صلاة الجماعة قد فاتته فعاد ليصلى في منزلة لوحده فقابله ثلاثة شبان وسلموا عليه لقد فاتتنا صلاة
الجماعة فهل تسمح نصلي معك في منزلك وكان طبعًا هو أعزب فرحب بهم وقال تفضلوا المنزل منزلكم .
دخلوا معه منزله وصلوا الجماعة يؤمهم مضيفهم الشاب وبعد الصلاة استأذنوا للخروج فرفض خروجهم إلا بعد أن يتناولوا قهوته.
استجاب الشباب لطلبه وجلسوا يرتشفون قهوته وعندما أرادوا الخروج طلبوا منه أن يسمح لهم بالحضور كل يوم إليه والسمر معه بعد كل صلاة
المغرب فرحب بذلك وصار يحضرون بعد كل صلاة ويحضرون معهم شيئا من القهوة والشاهي وحتى الحطبوكان يرفض ذلك إلا إنهم أصروا
على إحضارها بين كل مرة ومرة .
واستمرت هذه الصدقة بينهم .
اشتاق الشاب إلى بلده وأهله فأستأذن من شريكه الوخذا للسفر وأنه سوف يتزوج ويحضر زوجته معه كما استأذن من أصدقائه الشباب للسبب
ذاته .
وعاهدهم أن يعودوا إليه بعد عودته واستمرار جلستهم هذه يوميا .
فوعدوه بذلك وودعوه وعاد إلى بلده فرحب به عمه وذووه وماهي إلا أيام حتى زفت إليه ابنة عمه .
جلس في بلده بضعة أشهر ثم طلب من عمه أن يعود إلى عمله في بلد الغربة وأن يصحب معه زوجته فلم يمانع عمه بذلك .
وصل إلى حيث يريد واستأجر بيتا أفضل من السابق بيت العزوبة .
عاد إليه أصدقاؤه الشباب وعادت جلسة مابعد المغرب واستمر مع شريكه النوخذا في مهنة الغوص .
وذات يوم جاء إليه شريكه النوخذا في منزله فلم يجده ووجد زوجته فكلمها النوخذا من خلف الباب عن زوجها فأخبرته أنه ذاهب إلى عمله مع
النوخذا ولم تعلم أنه نفسه النوخذا شريكه , فلمحها النوخذا من خلف الباب فوقعت في نفسه وكما يقال اللمحة ذباحه
صار النوخذا يفكر في زوجة شريكه وكيف الوصول إليها فصار كل ماخرج زوجها جاء إليها ليسأل عنه وهو يريد شرا لعله يجد منها كلمة لينة
أو ابتسامة ولكن لم يجد من الزوجة إلا ردا الجواب لسؤاله والكلام ولكنها لاتجيبه .
أخيرا هداه شيطانه نعوذبالله منه أن يستعين بإحدى العجائز أن توصله إليها وكانت هذه العجوز معروفة عند هذا النوخذه ويستعين بها في إجرامه
فعمد إلى العجوز وشرح لها مايريد وأغراها بالمال فرحبت بذلك وقالت له أمهلني حتى أدبر المكيدة فرح النوخذا بما سمع من العجوز وأن
بواسطتها سيدرك مبتغاه .
وفي اليوم التالي ذهبت العجوز إلى بيت الشاب وراقبته من الشارع وعندما رأت الشاب قد خرج من بيته قرعت العجوز الباب على الزوجة
وسألت الزوجة من خلف الباب ؟
فقالت العجوز : امرأة فقيرة تريد أكلا وقهوة .
عطفت الزوجة عليها وأدخلتها وعملت لها قهوة وأطعمتها , قالت العجوز للزوجة عندك سجادة لأصلي ركعتي الضحى أحضرت الزوجة
سجادة صلاتها فصلت ثم جلست في مصلاها تسبح وتهلل عاد الزوج من عمله وسأل عن هذا المرأة فأجابته زوجته بأنها امرأة كبيرة ومقطوعة
وفقيرة وهي من الصباح وهي في مصلاهارحب الزوج بها فسلم عليها ودعت له بالخير .
وقال لها أنت الان أم لنا في هذا البيت أنا بمكان ابنك وزوجتي بمكان ابنتك فشقت جيبها من الدعاء للزوجين وطبعا الزوجان شابان ولايعرفان من
مكائد النساء شيئا ولم يتعلما بعد من مدرسة الحياة شيئا .
جلست الجوز يومين عندهما وفي اليوم الثالث قالت الزوجة أراك يابني لاتصلين صلاة الضحى وهذه الصلاة تراها سنة مؤكدة وراحت تنصحها
بالمحافظة على النوافل كما تحافظ على الفرائض .
ثم قالت لها يظهر لي يابنتي أنك ما رأيت البحر وإلا ماتساهلتي في أمر دينك قالت الزوجة المسكينة لاوالله ما رأيته من يومأن قدمت مع زوجي
وأنا هنا في البيت لم أخرج ولا مرة واحدة .
قالت العجوز :هذا هو سر تساهلك في الصلاة لكن غدا إن شاء الله عندمايخرج زوجك إلى العمل أذهب أنا وإياك لترين البحر وأمواجه
وعجائبه وأهواله نصف ساعة ونعود ولايدري بذلك زوجك فلا تخبريه بذلك قالت الزوجة أبشري إن شاء الله أنا وأنت ورأى البحر وأعود .
فرحت العجوز في قرارة نفسها لأن خطتها نجحة استأذنت العجوز من الزوجة وقالت سوف أذهب إلى السوق وأعود إليك .
فأذنت لها الزوجة على أن تعود فواعدتا العجوز بذلك
ذهبت العجوز إلى النوخذا وأخبرته أن مراده تيسر ووعدته أن يجهز قاربه في مكان معين عند الشاطئ في ساعة معينة .
ثم عادت إلى بيت مضيفيها , وجلست في مصلاها وعندما خرج الزوج كعادته إلى عمله في عرض البحر كباقي البحارة
قالت العجوز للزوجة : هيا نذهب إلى البحر وأمسكت بيدها وراحت تفرجها على البيوت والشوارع حتى وصلت بها إلى البحر وإذا بالنوخذا
بانتظارهما .
قالت العجوز للزوجة : تعالي أدخلي إلى هذا البيت , وهو القارب لكي تظن الزوجة أنه بناية صغيرة , فدخلة العجوز أمامها ودخلت
الزوجة خلفها .
فأشار النوخذا للعجوز أن تخرج , فخرجت وعادت إلى بيت مضيفها .
أما النوخذا فإنه قد حرك قاربه وذهب إلى منزله بالزوجة المغدورة عند ضفة شاطئ بعيد ,
عاد زوجه إلى بيته مع خضرته ولحمه يريد الغدا , ودخل المنزل وراح يصوت لزوجته لتستقبله كالعادة وتحمل مامعه من أرزاق , فلم تجبه
زوجته , صوت ونادى مرة واثنين وثلاث فلم يجبه أحد .
ووضع مامعه داخل المطبخ وراح يفتش عنها داخل غرفة النوم , وقال لعله نائمة ولكنه لم يجدها على الفراش , دخل الغرف غرفة غرفة
فلم يجدها وصعد إلى السطح ولكن لاأثر لها .
سأل العجوز عنها وهي في مصلاها : أين فلانة .
قالت العجوز : لا أعلم قبل قليل كانت هنا .
أطل بالبئروكان في المنزل بئر للغسيل والوضؤ , صوت داخل البئر لا يرد عليه إلا صدى صوته .
بدت الأوهام بالزوج والتفكير مع من تذهب , هل جاء أبوها وأخوها وأخذوها إلى بلدنا ؟ لا هذا مستحيل .
عاد وسأل العجوز مرة أخرى هل جانا أحد من نساء الجيران , فأجابته العجوز بالنفي وأن الباب لم يفتح منذ خروجك من عملك .
ذهب إلى الجيران وٍسألهم جار جار , هل زوجتي عندكم فيجيبون بالنفي , وأنهم لم يعلموا أن عنده زوجة , حيث لم يروها ولو مرة واحدة
بالخارج
صلى الظهر وعاد ليدور بالشوارع لعلها خرجت لتتفرج على البلد , وضاعت بالشوارع فلم يجد لها أثرا.
صلى العصر فذهب إلى السوق يبحث عنها وكان كلما رأى امرأة تسير لوحدها سأله أنت هي
يقصد أنت زوجتي , لأن النساء متحجبات , فتجيبه النسوة لا , وهكذا حتى نشف حلقه وتعبت رجلاه من السير , وقلة الأكل والشرب
وتوتره .
أذن المغرب فصلى المغرب مع الجماعة وعاد إلى بيته ليستقبل أصدقائه كالعادة
حضر أصدقائه كالمعتاد , وإذ بصديقهم الزوج متغير عليهم يظهر عليه الخوف والقلق والإرتباك , والقهوة لم تعد والنار لم تشتعل ,
ورفيقهم الزوج يدخل ويخرج بقلق وتوتر ,
سأله أصدقائه : عسى ما شر , عسى الزوج مافيها شيء , عسى ماجاك خبر سيء عن أهلك ؟؟؟؟؟
فيجيبهم بالنفي .
فأصروا عليه أن يخبرهم بما أصابه وذكروه بأنهم أصدقائه وأن الصديق وقت الضيق
وعند الإلحاح عليه أخبرهم بأن زوجته خرجت منذ الصباح ولكنه, ......